languageFrançais

هدن قصيرة في غزة والاحتلال يصر على رفض وقف إطلاق النار


رضخت إسرائيل بعد ضغوط أميركية،  على بدء "هدن إنسانية محلية تكتيكية" في أحياء شمال غزة لمدة أربع ساعات يومياً، فيما وصف الرّئيس الأميركي جو بايدن هذا القرار بأنه "خطوة في الاتجاه الصحيح"، بينما أصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على رفض وقف إطلاق النار. 

ووصف موقع "أكسيوس" الأميركي، القرار بـ"تحولاً في سياسة إسرائيل"، التي قاومت بدرجة كبيرة، وعلى مدى أسابيع ضغوط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف الهجوم على غزة لأسباب إنسانية، حيث اعتبر المسؤولون الإسرائيليون في البداية أن الهدن الإنسانية تمثل "مسارا إلى وقف إطلاق النار الذي يرفضه الشعب الإسرائيلي". 


وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، في تصريحات لشبكة "فوكس نيوز" الأميركية، إلى أن الجيش الإسرائيلي سيسمح بهدن لعدد من الساعات، في مواقع محددة، ولفترة محددة، مضيفاً أنه "لن يكون هناك وقف لإطلاق النار، دون إطلاق سراح الرهائن".

قلق اسرائيلي 

وخلال زيارته إلى إسرائيل، الأسبوع الماضي، طلب وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، من رئيس الوزراء وأعضاء حكومة الحرب الإسرائيلية بدء "هدن إنسانية" للسماح للمساعدات بالوصول إلى المدنيين الفلسطينيين في شمال غزة. 

ورفض نتنياهو كل الطلبات الأمريكية والغربية لإقرار هدنة مؤقتة في قطاع غزة، وقال إن الوقف المؤقت لإطلاق النار "لن يحدث إلا إذا تم إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين".

ورغم ذلك قال مسؤولون إسرائيليون وأميركيون لـ "أكسيوس"، إن نتنياهو "كان أكثر انفتاحاً على هذه الخطوة في داخله". 

وكشف مسؤول أميركي رفيع، أنه عندما أثار بلينكن، مسألة وقف القتال، "شعر الإسرائيليون بالقلق من أن الولايات المتحدة تحاول الدفع بهم إلى مسار يؤدي في نهايته إلى وقف دائم لإطلاق النار". 

وبعد مغادرة بلينكن، أجرى المسؤولون الإسرائيليون والأميركيون مزيداً من المحادثات، "أوضح خلالها الأميركيون أنهم لا يعتزمون إجبار إسرائيل على وقف إطلاق النار، وأن الوقف المؤقت للقتال الذي يسعون إليها يهدف إلى مساعدة المدنيين الفلسطينيين ومعالجة الضغوط التي تتعرض لها الولايات المتحدة من الدول العربية، ومن الداخل الأميركي"، وفقاً لما قاله مسؤولان إسرائيليان لـ "أكسيوس". 

وأضاف المسؤولان، أن "هذه المحادثات طمأنت إسرائيل، ومن ثم قررت البدء في صياغة خطة لتحديد هدن إنسانية. وتم تكليف القوات المسلحة الإسرائيلية بهذه المهمة". 

تمديد محتمل لفترات الهدنة

وبناء على هذه الخطة، ستختار إسرائيل أحياءً في شمال غزة لا يوجد فيها قتال، وستعلن كل يوم عن نافذة لمدة أربع ساعات، يستطيع خلالها المدنيون الفلسطينيون، الحصول على الطعام والمياه والدواء، أو الإخلاء والتوجه إلى جنوب غزة، وفق ما أعلنته إسرائيل. 

وقال المسؤولون الإسرائيليون، إن الخطة التي وضعها الجيش الإسرائيلي، حظيت بموافقة نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت. 

وأخطرت إسرائيل، الولايات المتحدة، بخطتها، وبدأت الخميس الوقف اليومي المؤقت للقتال في ضاحيتين. 

كما أوضحت إسرائيل لإدارة بايدن أنه في حال وجود صفقة لإطلاق سراح الرهائن، فإن إسرائيل ستكون مستعدة لتمديد فترات وقف العمليات القتالية، وفقاً لما نقله "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين.

وقال مسؤول إسرائيلي رفيع للموقع الإخباري الأميركي: "سنخطر أحياء محددة بأنه بين الساعة 10 صباحاً و2 ظهراً، سيتوقف النشاط العسكري من قبل الجيش الإسرائيلي، بحيث يستطيع المدنيون الفلسطينيون الخروج من منازلهم دون خوف". 

وأوضح المسؤول، أن هذا "ليس ممراً إنسانياً. إنه شيء آخر جديد لم يتم تطبيقه منذ بدء الحرب". 

وقال مسؤول في البيت الأبيض لـ "أكسيوس"، إن إسرائيل أخبرت إدارة بايدن بأنها "تضفي الطابع الرسمي، وتمدد فترات وقف القتال للسماح بممرات آمنة وإجلاء المصابين والجرحى، وحصول المدنيين على الغذاء والماء واللوازم الطبية". 

وشدد مسؤول البيت الأبيض، على أن الجيش الإسرائيلي أبلغ إدارة بايدن أيضاً بأنه "في حال استفادت حماس من هذه الفترات لبدء أنشطة قتالية أو إطلاق صواريخ، فإن الجيش الإسرائيلي سيتخذ ما يراه من إجراءات رداً على ذلك". 

المصدر: الشرق